روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات طبية وصحية | هل تؤثرالكحوليات.. على الكبد؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات طبية وصحية > هل تؤثرالكحوليات.. على الكبد؟


  هل تؤثرالكحوليات.. على الكبد؟
     عدد مرات المشاهدة: 1935        عدد مرات الإرسال: 0

يسأل أحد القراء: هل الكحوليات تؤثر على الكبد، وهل تؤدى إلى التليف الكبدى مثلما يفعل فيروس سى وبى؟

يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة عضو الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلا:

لاشك إن إدمان الخمر والكحوليات فى أوروبا وأمريكا من أهم أسباب أمراض الكبد فى هذه البلاد، كما أن البلهارسيا والالتهاب الكبدى الفيروسى بى وسى تعد من أهم أسباب أمراض الكبد فى مصر والمنطقة العربية.

ويضيف أن الكحول يؤثر على شكل ووظائف خلايا الكبد بشكل مباشر وغير مباشر ويؤثر على تكوين بروتين البلازما المكون للدم فى الجسم كله، وكذلك تكوين الدهون الثلاثية وإفرازها بواسطة خلايا الكبد.

بالإضافة إلى ذلك فإن الكحول يسبب تلف هذه الخلايا وترسيب الدهون بها ليصبح الكبد دهنيا، مما يزيد من ارتفاع الضغوط داخل الوريد البابى بالكبد، ويسبب حدوث دوالى فى المرىء ونزيف واستسقاء، نتيجة انخفاض البروتين فى البلازما، مما يزيد من سوء حالة المريض وينتهى الأمر بحدوث فشل كبدى، خاصة إذا كان المدمن مصابا بالتهاب كبدى نتيجة العدوى بفيروس سى.

ويقول الدكتور عبد الهادى إنه من خلال الإحصائيات والأبحاث التى أجراها علماء علم "الوبائيات" فى الولايات المتحدة وأوروبا تبين أن من 10 إلى 35% من مدمنى الخمور والكحوليات فى الولايات المتحدة يصابون بالتهاب كبدى كحولى من 10: 20% يصابون بتليف فى الكبد وأن تليف الكبد والفشل الكبدى يعتبران سابع أهم أسباب الوفاة فى سن الشباب والعمر المتوسط هنا،ك.

وأن هناك علاقة مباشرة بين إدمان الخمر والوفاة فى سن مبكرة فعلى مستوى كل الدراسات فى كل دول العالم فإن نسبة حدوث الوفيات فى العمر الصغير والمتوسط تتناسب طرديا مع معدل استهلاك الفرد للخمور والكحوليات وفى أثناء الفترة من عام 1919 وحتى عام 1933 صدر قانون بمنع الخمور فى الولايات المتحدة فانخفض خلال هذه الفترة معدل الوفيات نتيجة حدوث التليف الكبدى والفشل الكبدى بنسبة 50%.

وكان ذلك هو الحال فى فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية لأن الخمور كانت نادرة وغير متوافرة، حيث إن الكحول الذى يدخل الجسم يتكسر بواسطة الكبد وأثناء عمليات التمثيل الغذائى للكحول تنتج مادة "الإسيتالدهايد" السامة جدا، والتى تدمر خلايا الكبد، بالإضافة إلى تصاعد كمية كبيرة من الشوارد الحرة والتى تهاجم نواة الخلية وتدمرها وتسبب لها الأنواع المختلفة من الأمراض وتؤثر على قدرتها على توليد الطاقة.

ويضاف إلى هذه المشكلة مشكلة أخرى وهى أن مضادات الأكسدة الموجودة داخل الجسم، والتى يكمن الجزء الأكبر منها فى الجهاز المناعى يتوقف عملها بمفعول الكحول وادمانة مما يسبب تلف خلايا الكبد وتدميرها بالإضافة إلى تدمير الجهاز المناعى نفسه.

ويحدث هذا الالتهاب فى خلايا الكبد كرد فعل للعدوى أو التلف الذى يحدث داخل الجسم والالتهاب الذى يحدث فى الكبد إنما يحدث كرد فعل فى محاولة لتحجيم انتشار التلف والتدمير فى خلايا الكبد، إلا أن الاستمرار فى شرب الكحول وإدمانة يجعل هذا الالتهاب ينتشر فى الكبد كله، خاصة فى وجود كل هذا الكم من ذرات الشوارد الحرة وتلعب البكتيريا الموجودة فى الأمعاء دورا رئيسيا فى حدوث التليف والفشل الكبدى.

فهذه البكتيريا تنتج سموما داخلية تسمى "أندوتوكسين" تسير فى الدم وتصل إلى الكبد فتحفز خلايا المناعة الموجودة بين خلايا الكبد والمسماة بخلايا "كوبفرز" على إفراز مواد مناعية تسمى "سيتوكاتير"، لكى تنظم عملية الالتهاب هذه.

الكاتب: أمل علام

المصدر: موقع اليوم السابع